أقوم بإجراء الكثير من النقاشات على صفحتي على الفيسبوك حول المواضيع المنشورة هنا. أرجو الانضمام

Tuesday, October 5, 2010

آيات قرآنية- سورة البقرة 3


مواصلة لما ابتدأناه سابقاً. هذه المرة نناقش مجموعة جديدة من الآيات

58 و 59
· وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ
· فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ
هذه الآيات توضح مدى الطفولة العقلية التي يعيش فيها الله. فهو يحدد لبني إسرائيل بالتحديد الكلمة التي يجب عليهم أن يدعوه و يذكروه بها و هي كلمة "حطة". لماذا؟ لا أحد يعلم. فهل الله يريد من الناس أن يعبروا بحرية عن مشاعرهم تجاهه سواء شكر أو امتنان إلخ و يختاروا الكلمات التي تمثل أفضل تعبير لهذه المشاعر؟ أم أنه يريد منهم أن يمارسوا شعائر و طقوس ميكانيكية أقرب إلى السحر من أن تكون طقوساً منطقية، يفرضها هو عليهم قسراً و يؤدونها كالروبوت لأجل إرضاء غروره؟ و تظهر الملامح الطفولية لهذا الإله جلية عندما اختار اليهود كلمة أخرى غير تلك التي أمرهم باستخدامها فإذا به يثور غضباً على هذا الأمر التافه و ينزل عليهم عذاباً أليماً و رجزاً من السماء.
توضح التفاسير (و التي لا غنى عنها لفهم القرآن مهما أدعى المدعون و زعم الزاعمون أن القرآن كاف بذاته) أن اليهود بدلاً عن أن يقولوا حطة قالوا "حنطة" و يبدو واضحاً أنهم كانوا يقصدون إلى السخرية من الله و اختياره لكلمة حطة بالتحديد. و بصراحة معهم كل الحق فالأمر فعلاً يبعث على السخرية. هل الله فعلاً إله وقور و عقلاني كما يريدنا أن نظن أم أنه مجرد ساحر و مشعوذ كما يظهر من خزعبلاته و طقوسه الدجلية؟
بالمناسبة سؤال بريء: أي نوع من القرى هذه التي يستطيع الناس أن يدخلوها و يأكلوا منها بكل حرية كما شاءوا؟ أهي قرية بناها الله و أعد فيها الطعام و الشراب و المتع و أكمل تشطيباتها جاهزة لبني إسرائيل لكي يدخلوها في الوقت المناسب؟ أم أنها قرية مأهولة بالسكان على بني إسرائيل أن يدخلوها عنوة و يستولوا على ممتلكات أصحابها بالقوة و بمباركة الإله؟
تستوقفني هنا كذلك الكثرة المفرطة التي كان الله ينزل بها الرجز السماوي على بني إسرائيل في العصور السحيقة. أكاد أظن بأنه لو كح أحدهم بغير الطريقة التي حددها لهم الله لأصابته صاعقة من السماء. أما في هذا العصر فنجد الله يقف مكتوف الأيدي تماماً أمام كل ما يرتكبه بنو إسرائيل من مذابح و مجازر و فظائع في فلسطين و لا يعترض و لا حتى يكاد يكح. أين كل الأرجاز السماوية؟ أين الصواعق؟ أين جناح جبريل الذي يقلب عاليها سافلها في لمح البصر؟ لماذا لم تحولهم إلى تماثيل من ملح؟ لماذا لا تمسخهم قردة و خنازير؟ لقد فعلت ذلك عندما لم يزد خطؤهم على أن عملوا في يوم السبت الذي حرمته عليهم فلماذا لا تفعله مرة أخرى و هم يعيثون في الأرض فساداً و يزهقون الأرواح البريئة و يمارسون أسوأ أنواع التعذيب؟ هل أنا مخطئة بعد كل هذا إن شككت في وجودك يا الله؟


61
· وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ
الله ينقل لنا بالتفصيل الممل أنواع الخضروات التي طلبها منه بني إسرائيل: بقل و قثاء و فوم و عدس و بصل. أهذا هو همك يا الله؟ القثاء و الفوم و العدس؟ أين الآيات التي تتحدث عن تجريم الاغتصاب؟ أين الآيات التي تحرم العبودية؟ أين الآيات التي تحرم تزويج الطفلات؟ أين الآيات التي ترسخ المساواة الكاملة بين الرجل و المرأة؟ أين الآيات التي تحض على تآخي البشر رغم اختلافاتهم العقائدية؟ أين و أين و أين؟ كم أنت مستهتر يا الله!


63
· وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
الله الله على البلطجة! الله يستخدم طرق المافيا في "الإقناع" لجعل بني إسرائيل يأخذون ما آتاهم (و بقوة أيضاً) و كيف لا يأخذونه بقوة و يتشبثون به تشبث الغريق بالقشة إذا كان الخيار الوحيد المتاح أمامهم هو التشبث التام أو الموت الزؤام؟! ما هذا يا الله؟؟! اقتلع الله جبل الطور من مكانه و رفعه فوق رؤوس بني إسرائيل و هددهم إما أن يطيعوا أوامره و يعبدوه و إما أن يترك الطور يسقط فوق رؤوسهم و يسحقهم سحقاً. ترى لماذا فعل الله ذلك؟ ما الذي يستفيده الله من إجبار الناس على عبادته؟ هل يحب أن يراهم يعبدونه بسبب الخوف فقط بينما قلوبهم تمتليء بغضاً و كرهاً له؟ لماذا لا يتركهم لكي يؤدوا الاختبار الذي يريده منهم بحرية تامة لكي يتمكن من محاسبتهم على نتيجته يوم القيامة؟


65 و 66
· وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ
· فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
الحيرة و الدهشة هنا تأخذ مني كل مأخذ! ما هي المشكلة بالضبط مع الله لكي يمنع بني إسرائيل بفرمان سماوي من العمل في يوم السبت؟ و لماذا يوم السبت بالتحديد؟ و ما الذي يستفيده الناس من الامتناع عن العمل؟ إذا كانوا يريدون أن يكدوا و يعملوا و يبنوا و يطوروا و يكسبوا فلماذا تمنعهم؟ هل أصبح الكسل و الخمول أحد الفضائل الدينية؟؟


67-73
· وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
· قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ
· قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ
· قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
· قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
· وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
· فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
الآية 67 مكتوبة بحيث توحي للقارئ بأنه فجأة ذات يوم من الأيام طق في رأس الله أن يأمر بني إسرائيل بذبح بقرة!!! و لا يكلف الله خاطره أن يشرح لنا السبب في ذبح البقرة إلا بعد هذه الآية بأربعة آيات (آية 72). و المدهش في الأمر أنه عندها يبتدئ حكي الحكاية من البداية و كأنه لم يكن قد ذكر جزءاً منها قبل. عذراً قراء القرآن فالله مخبول تماماً على ما يبدو.
و في هذه الآية مرة أخرى تطغى عقلية الساحر على عقلية الإله في ذهن الله. الله يأمر بني إسرائيل بأن يذبحوا بقرة لكي يكشف لهم ملابسات جريمة قتل معينة!! 
WTF?!
لم أتذكر عند قراءة هذه الآية إلا المشعوذ الذي يطلب من المرأة التي تريد مساعدته في الزواج من الرجل الذي تحبه أن تذبح له ديكاً أحمر و حمامة مرقطة بالأبيض و الأسود. لماذا ذبح الديك يا سيدنا الشيخ؟ ما علاقة الديك بالزواج؟ و لماذا أحمر بالتحديد؟ و لماذا يجب أن تكون هناك حمامة مرقطة؟ هل تعجز عن أن تحل المشكلة من دون الديك و الحمامة رغم قدراتك الخارقة؟ 
هل يعجز الله عن أن يكشف سر الجريمة إلا عند ذبح البقرة؟ ما علاقة البقرة بجرائم القتل و العمل البوليسي؟ أعتقد أن كونان هو محقق أفضل من الله فهو على الأقل لا يحتاج إلى البقر المذبوح لكي يشغل ذهنه و يبدأ في التحليل.
الدجال يفعل هذه الأشياء كمؤثرات صوتية و مرئية لكي يعطي الحاضرين إحساساً الغموض و يبعث الرهبة في نفوسهم من تلك الطقوس التي لا يفهمون لها سبباً. فهل الله أيضاً يريد أن يعمل
Show???


76
· وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىَ بَعْضٍ قَالُواْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ

ما يلاحظ من قراءة هذه الآية هو أن اليهود حسب الرواية القرآنية بدأوا ينتبهون إلى أنهم يتحدثون كثيراً إلى العرب المسلمين عما ورد في كتبهم السماوية من توراة و غيرها. و أن العرب أخذوا يستفيدون من هذه المعلومات في محاججتهم لليهود. و من ثم أخذ اليهود ينصحون بعضهم البعض بألا يكشفوا أسرار كتبهم السماوية للعرب. و السؤال هو إذا كان اليهود حتى بعد ظهور الإسلام واصلوا التحدث بحرية أمام العرب بمكنونات كتبهم فهل من الوارد جداً انهم كانوا يفعلون ذلك قبل الإسلام أيضاً؟ هل كانت محتويات كتب اليهود و النصارى متاحة لقرون أمام جميع العرب باعتبار أن اليهود كانوا يتحدثون عنها بوضوح تام أمام الجميع؟ هل إذن من المنطقي أن ندعي بأن محمد صلعم لم يكن له اطلاع على كتب اليهود و النصارى في حين أن غالبية العرب كانوا مطلعين عليها بحكم أن اليهود أنفسهم كانوا يحدثون بها و ينشرون ما ورد فيها بين الناس؟ هل من الممكن أن يفسر هذا المصدر الذي حصل منه محمد على الكثير من القصص و الحكايات التي وردت في قرآنه؟ هل من المعقول جداً ان يكون محمد نفسه من الذين اطلعوا على التوراة أو أن أحد المقربين منه كان له هذا الاطلاع؟


97
· قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ


تساءلت باندهاش في مقالة آيات قرآنية الأولى: من بالضبط سيرغب في أن يكون عدواً لجبريل على وجه التحديد؟؟ و أذكر جيداً ذلك الرد الطريف الذي تلقيته من أحد الأصدقاء: طيور طيور اللقلق و البط المُهاجر!!

يبدو لي شيئاً مجنوناً. من المفهوم أن يناصب أحدهم الله العداء أو صلعم بسبب المصائب التي قاما و يقومان بها في حق البشر و لكن من الذي قد يخص جبريل بعداوته و لماذا قد يفعل ذلك؟؟ ثم لماذا يهتم الله و يغضب لو قرر أحد المعتوهين أن يعين نفسه العدو الرسمي لجبريل؟؟
بالتأكيد لم أجد إجابة للسؤال في القرآن و لولا المفسرون الأعزاء لظلت الآية غامضة إلى الأبد. ورد في ابن كثير: قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير الطَّبَرِيّ رَحِمَهُ اللَّه جَمَعَ أَهْل الْعِلْم بِالتَّأْوِيلِ جَمِيعًا أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ جَوَابًا لِلْيَهُودِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل إِذْ زَعَمُوا أَنَّ جِبْرِيل عَدُوّ لَهُمْ وَأَنَّ مِيكَائِيل وَلِيّ لَهُمْ ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِي السَّبَب الَّذِي مِنْ أَجْله قَالُوا ذَلِكَ فَقَالَ بَعْضهمْ إِنَّمَا كَانَ سَبَب قِيلهمْ ذَلِكَ مِنْ أَجْل مُنَاظَرَة جَرَتْ بَيْنهمْ وَبَيْن رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أَمْر نُبُوَّته.


102
· وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
هذه الآية تستحق التوقف عندها طويلاًً. مثلها مثل العديد من آيات القرآنية تسلم الآية بتلقائية بوجود المخلوقات الخرافية المسماة بالشياطين بل و تروي عنها الحكايات و كذلك تسلم بوجود السحر بل و تحاول إيجاد تفسير له و لمنشئه. لو كان قائل هذه الآيات إلهاً حقاً لكان من الأجدر به أن يعرف أنه لا يوجد في الحقيقة ما يسمى بالشياطين و لا ما يسمى بالسحر. و لكن إن من يتحدث في هذه الآيات هو بلا ريب بدوي من سكان الصحراء قبل آلاف السنين وقتما كانت حياة الناس تتمركز حول الجن و الشياطين و الخرافات و الأساطير.
الشيء الثاني الغريب في الآية هو تشوه و خلو الجزء الأول منها من المعنى. من هم الذين اتبعوا؟ و ما هو هذا الذي تتلوه الشياطين؟ و كيف و لماذا قد تتلو الشياطين شيئاً على ملك أحدهم؟ ما هي بالضبط نوعية الأشياء التي يمكن تلاوتها على أملاك الناس؟ و ما هي أهمية هذه التلاوة و هؤلاء الذي يتبعونها لكي يتم ذكرهم في القرآن؟ ثم ما علاقة سليمان بتلاوة الشياطين؟ و لماذا محاولة تبرئته من الكفر هنا؟ من الذي اتهمه أصلاً؟؟ لا إجابة. ثم ما علاقة كفر سليمان بكفر الشياطين الذي يعلمون الناس السحر؟ مرة أخرى لا إجابة.
سؤال آخر: ما هو بالضبط الذي أنزل على الملكين هاروت و ماروت؟ لا إجابة؟ لا بأس فلنفترض أنه هو نفسه السحر. فلماذا إذن أنزل الله السحر إلى الدنيا عن طريق ملكين من ملائكته؟؟ هل نستطيع أن نقول أن الله هو السبب المباشر في السحر و هو المجرم الذي يقف وراء ما عاناه المليارات من البشر الذين تضرروا من السحر (بفرض أن السحر موجود حقيقةً)؟ لماذا خلق الله السحر إن لم يكن إلهاً مضراً و سادياً فعلاً؟ تحاول الآية أن تعرض نظرية الاختبار مرة أخرى كتبرير لإنزال الله للسحر. و لكن هل هذه النظرية أخلاقية؟ هل من الأخلاق في شيء أن يستخدم الله الناس كفئران تجارب يختبر عليهم أناساً آخرين؟ ما ذنب المرء و زوجه الذين تم التفريق بينهما؟ لماذا تتم التضحية بهما في سبيل أن يتمكن الله من الإيقاع بالأشرار من البشر الذين يفشلون في الاختبار؟ و لكن مهلاً ما الذي يريد الله أن يختبره بالضبط؟ أ ليس هو بنفسه من خلق السحر؟ هل خلق هذا الشر المستطير المدمر فقط لكي يختبر به بعض الناس؟ الله يخلق السحر لكي يفتن به الناس. الله يصمم اختبار التفاحة لكي يوقع به آدم في الفخ. الله يسمح للشيطان بإغواء الناس لكي يشرب أكبر عدد ممكن منهم المقلب الإلهي و ينتهي في الهاوية. الله يخلق للناس الغرائز و الشهوات لكي يسقط بسببها المزيد و المزيد من البشر في نار جهنم. الله خلق البشر في الدنيا أساساً و خلق لهم طريق الشر (وَهَديْنَاهُ النَّجْدَيْن) لكي يتمكن من معاقبة الأعداد الضخمة منهم يوم القيامة. لماذا يصمم الله المقالب للبشر؟ لماذا يصر على أن يغويهم و يغريهم إلى ارتكاب المعاصي و الشرور مدعياً أنه اختبار و من ثم يعاقبهم؟ الله مثل الذي يلقي بشخص ما في الماء ثم يطلب منه ألا يبتل!!! بوجود كل هذه الإغراءات من شهوات و غرائز و شياطين موسوسة و نفس أمارة بالسوء في مقابل محظورات لا منطقية و عبادات سخيفة و مللة فكيف بحق الشيطان نتوقع من البشر ألا يسقطوا في الفخ الذي نصبه الله لهم؟؟؟ الله بتوقعاته هذه غير منطقي تماماً فهل هو يفكر بدماغه أم بشيء آخر؟
هذا يقودنا إلى تساؤل آخر. لماذا يريد الله أن يختبر البشر و يصمم لهم المزالق لكي يقعوا فيها؟ هل هو حريص جداً على معاقبة كل الأشرار و لذا يمنحهم الفرص ليخطئوا حتى يعاقبهم؟ طيب إذا كان مجرد أن تكون شريراً هو ذنب يستحق العقاب فلماذا يكلف الله خاطره بكل هذه الاختبارات؟ لماذا لا يخلقهم ثم يعاقبهم فوراً من دون أن يختبرهم؟ و إذا كان الإنسان الشرير لا يستحق العقاب إلا إذا ارتكب خطأ فعلام إذن يعاقبه الله بتصميم اختبار له يجعله يهوي في جهنم؟ أ لم يكن على الله أن يتركه كما هو مجرد شخص شرير و لكنه لا يسبب الضرر لأي إنسان و بالتالي لا يحتاج إلى أن يعاقبه؟ أم علام العقاب بالضبط؟


104
· يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
 
لماذا يصر الله على ألا يستخدم المؤمنون كلمة راعنا؟ و هي كلمة عربية تعني انظر إلينا؟ هل هناك سر يكمن في هذه الكلمة؟ لماذا يصر الله على استبدالها بكلمة أخرى لها نفس المعنى؟ لماذا ينصب اهتمام الله على الكلمات التي يستخدمها الناس في التعبير عن أنفسهم؟ ألا يدرك الله ما يجول في خاطر كل منهم فلماذا التمسك بهذه الشكليات التي لن تزيد أو تنقص شيئاً و لن تضر الله أو تفيده؟ لماذا يتميز الله بهذا القدر الكبير من السطحية و الاهتمام بالمظاهر؟ ما الفرق بينه و بين مراهقة كل اهتمامها في الحياة هو المكياج و الغناء؟ فلنفرض أن اليهود كانوا يستخدمون كلمة راعنا للاستهزاء بالله (و هو الشيء الذي لا يمكن معرفته من مجرد قراءة الآية) فلماذا لا يحاسب الله كل فرد على حسب نواياه و ينتهي الأمر؟


105
· مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ
هل هذه إحدى الآيات التي تشحن صدور المسلمين بالبغض و العداء تجاه غيرهم؟ هنا يوسوس الله للمسلمين بأن الذين كفروا و أهل الكتاب و المشركين يكرهون أن يحدث أي خير للمسلمين و يتمنون لهم الشر و يكنون لهم كل الكراهية. فماذا نتوقع أن يحس المسلمون تجاه هؤلاء المختلفين عنهم بعد أن يقرأوا هذه الآية؟ من المؤكد أن المسلمين سيصدقون كلام إلههم و بالتالي يفترضون سوء النية في كل من يخالفهم العقيدة. النتيجة ستكون مقت و بغض من المسلمين تجاه هؤلاء الآخرين "الحاقدين". أعتقد أن في هذه الآية و ما يشابهها أساس متين لنظرية المؤامرة التي يعتنقها معظم المسلمين في يومنا الحالي و التي بسببها يؤمنون تماماً بأن هناك مؤامرة عالمية تحاك ضدهم و ضد دينهم. و لكن التآمر على ماذا يا روح ماما؟ ما الذي في المسلمين يغري بالتأمر؟ موقفهم الضعيف أم تخلفهم عن بقية الأمم؟ يجب على المسلمين أن يتوقفوا فوراً عن الإيمان بهذه النظرية السخيفة و يبحثوا عن الأسباب الحقيقية لمشاكلهم الجمة لكي يتمكنوا من إيجاد حلول وافية لها بدلاً من انتظار المهدي لينقذهم من المؤامرات الصهيونية الصليبيبة الماسونية التي لا توجد إلا في مخيلاتهم.


تعليقات سابقة للزوار على المقالة



  • Bronia Gaston · Luxembourg
    مصطفى كلمة حطة ليست كلمة عربية. صحيح أن هناك بعض المفسرين قد فسروها بأن معناها حط عنا خطايانا و لكن هذا لا ينفي أن ما قالوه هو مجرد اجتهاد منهم بدليل ترددهم فيه و اختلافهم. تساؤلنا هنا ليس عن معنى كلمة حطة و لكن عن السبب الذي جعل اليهود يستبدلونها بكلمة حنطة و هل حنطة كلمة عربية؟ و إذا كان كذلك فهل اليهود كانوا يتحدثون العربية؟
    • Bronia Gaston · Luxembourg
      هلوو هشام. شكراً لك عزيزي.

      الموضوع شائك. أولاً كلمة حطة نفسها هي كلمة غير عربية و لذلك اختلف المفسرون في معناها اختلافاً كبيراً
      و يبدو أنها كلمة عبرية ربما. تعرف طبعاً أن هناك تشابهاً كبيراً بين اللغتين العربية و العبرية بسبب الأصل المشترك و ربما أن حطة و حنطة كلاهما كلمات عبرية. أو ربما أن حنطة هو تفسير الكلمة التي قالها بنو اسرائيل لأن ما ورد في التفاسير هو أنهم قالوا
      -حنطة
      -حبة
      -حَبّةٌ فـي شَعِيرَةٍ
      -حِنْطَةٌ فِـي شَعِيرةٍ
      -حنطة حمراء فـيها شعيرة

      الحكاية ذاتها من الواضح طبعاً أنها خرافية و نتاج ما سرقه صلعم من كتب اليهود إضافة إلى خياله الجامح

      هناك تعديلات سيتم إدخالها على المقالة في هذه النقطة بعد بحث صغير. سأخبرك عندها
      :)
      • Hisham Adam · 36 years old
        العزيزة برونيا
        الحقيقة محاولات جيدة ونبيهة فعلاً، ولكن لدي سؤال بخصوص (حطة) و (حنطة) فهل كان بنو إسرائيل يتحدثون العربية حتى يقعوا في هذا اللغط اللغوي؟
        • Mostafa Ahmed · Alexandria University
          انتو بتخرفو ولا ايه وقولو حطة يعني وقولو ربنا حط عنا ذنوبنا يعني اسقطها او ازلها
          أيه الدماغ الي انتو فيها دي