أقوم بإجراء الكثير من النقاشات على صفحتي على الفيسبوك حول المواضيع المنشورة هنا. أرجو الانضمام

Tuesday, June 1, 2010

عواطف مضطهدة


لماذا يطلب المجتمع من المرأة مرة أن تكون فائقة العواطف انفجارية الانفعالات و غير منطقية بتاتاً لكي تقدم اثباتاً متجدداً على أنوثتها في كل لحظة؟ ثم مرة أخرى يطلب منها أن تتجرد تماماً من العواطف لكي تكون كبش الفداء الصامت، بل و أحياناً المبتهج بذبحه؟ لماذا كل هذه الازدواجية في المعايير و المتطلبات المتطرفة؟ لماذا يجب على المرأة أن تكون مصنوعة متكلفة لكي تحوز رضاهم؟ لماذا لا يسمح لها أن تكون إنسانة فحسب؟ بكل تلقائيتها و طبيعيتها؟

بالأمس حدثت وفاة في عائلتنا، وفاة ابنة عم والدتي و التي كانت قريبة إلى حد ما من أسرتنا الصغيرة. لم تعش معنا إلا أياماً متفرقة و لم أتمكن من تجاذب أطراف الحديث معها إلا نادراً. يقولون أنها كانت سيدة لطيفة و أنها اهتمت بي كثيراً عندما كنت لا أزال حديثة الولادة إلا أن هذه الأحداث حدثت في فترة لم تكن ذاكرتي فيها قد تطورت بعد. و إنني لأحس بالامتنان لها من باب الواجب فقط لا غير، فهي لم تكن تمثل رقماً كبيراً في حياتي الواعية. لذا عندما سمعت خبر وفاتها حزنت و لكن ليس كثيراً. الموت بالنسبة لي يعني أن يختفي شخص ما من حياتي فلا أعود قادرة على التواصل معه. و لكن ماذا لو كان هذا الشخص أصلاً مختفياً من حياتي حتى قبل موته و لم أكن قادرة على التواصل معه سابقاً؟ ماذا يكون إذن الفرق بين الموت و البقاء بالنسبة لي؟

و لكن لم يكن أحد ليأبه لهذا الكلام. إنها خالتي و يجب أن  أحزن كثيراً و إلا فالويل لي و سيغضب مني جميع الأهل. فيجب على جميع النساء أن يبكين و ينتحبن بحرقة. في العزاء كان كل ما تمكنت منه هو تقطيب وجهي و اصدار بعض الأصوات التي يمكن أن تفسر على أنها بكاء مع بعض الدموع. و طوال الوقت كان محور تفكيري هو: هل دموعي كافية؟ أم أن وجهي جاف تماماً؟ هل نزلت الدموع من كلتا العينين أم من عين واحدة؟ كل هذا التعب لأن المرأة يجب أن تكون عاطفية غصباً عنها، دفاقة العواطف و إلا فهناك أمر خاطئ. لم لا يمكن أن أعبر عن حزني كما أحسه؟ لم لا أعبر كما يفعل الرجال؟ لم هذا المجتمع مصمم بهذه الطريقة؟ أتذكر أنه ذات مرة توفي والد إحدى صديقاتي و عندما بلغني الخبر قلت: إنا لله و إنا إليه راجعون و لم أذرف أية دموع. لحظتها انبرى واحد ممن كنت أظنهم أصدقائي يهاجمني قائلاً أنني لست امرأة كاملة و إلا فلم لم أبك بينما صديقتنا الثالثة هناك تمزق نفسها من البكاء؟ كان ذلك الاتهام الصريح و غير المبطن مثل الصفعة على وجهي. و فضلاً عن أنه صدر ممن يفترض أنه صديق محب و متفهم إلا أنه انطوى كذلك على مقدار من الظلم المرير للأنوثة و لإنسانية المرأة التي يتم حصرها بصورة لا تصدق في مقدرتها على الانفجار في البكاء عندما تسمع خبر وفاة حتى و إن كان عن شخص لم تلتقه في حياتها إلا مرة أو اثنتين.

يفرضون على المرأة أن تكون عاطفية ثم يعايرونها بهذه العاطفية لاحقاً. يا له من مجتمع سقيم!

و بالمقابل فإن المرأة أحيانا ً تطالب بأن تتخلى عن بعض عواطفها الطبيعية و تتقبل بالتالي مصيرها السيء في صمت كحمل يساق إلى الذبح. مثال لتلك المشاعر المضطهدة هو مشاعر الغيرة. عندما قرر الإسلام أن يقنن الخيانة الزوجية كان طريقه إلى كسو ظلمه برداء العدالة هو أن يجرم إحساس الغيرة ذلك الاحساس الطبيعي من ناحية كل انسان تجاه شريكه. و في حين يحمس الاسلام إحساس الغيرة لدى الرجل و يدعو إلى اتخاذ قرارات صارمة و أحياناً لا إنسانية بناءً على هذه الغيرة  و يصم من لا يتصرف على أساسها بالديوث فإنه في ذات الوقت يتجاهل غيرة الزوجة على زوجها لكي يبيح تعدد الزوجات. و لا يعتبر أن هذه الخيانة إن وقعت مبرر لكي تحصل المرأة على حق الانفصال.

تعدد الزوجات لا يعدو كونه خيانة زوجية تتم بمباركة الدين و القانون. إنه الطريقة التي اتخذها الاسلام لاباحة الزنا للمتزوجين. و هذا في نظري أمر لا أخلاقي إلى درجة الوقاحة. الاسلام يتوقع من المرأة التي يخونها زوجها أن تتقبل خبر زواجه بابتسامة واسعة، برضا و تسليم كامل لحكم الله فالله أحل له الزواج من أربعة وذلك حقه. فمن هي حتى تعترض على حكم الله؟ أجل من هي حتى تعترض على فعص الله لها تحت نعله كالصرصار القذر؟

الإنسانية من حولنا تتطور و ظلم الذكور للمرأة ينحسر و هذه هي ميزة الإنسانية الكبرى، مقدرتها على التطور و التحسن. و لكن ما يشل هذه الحركة التطورية في مجتمعاتنا هو ذلك القيد الثقيل الذي تقيدت به عقولنا: الدين. الإسلام مثله مثل باقي الأديان تكمن قوته التدميرية الكبرى في حرمانه البشرية من التطور بادعائه أنه منزل من السماء و أنه النظام المتكامل الذي صممه الخالق بنفسه لعباده، شريعة الله التي ليس لها مبدل (و لو وجد لها مبدل لقطعوا رأسه) و هكذا نظل نظلم نساءنا على مر العصور دون أن يطرف لنا جفن. و لماذا تطرف أجفاننا و الله عنا راض؟

فليت الذي بيني و بينك عامر                       و بيني و بين العالمين خراب
إذا نلت منك الود فالكل هين                        و كل الذي فوق التراب تراب

ما هي الغيرة؟
الغيرة هي مجموعة مشاعر سالبة يعانيها الإنسان عندما يحس بأنه مهدد بفقدان علاقة إنسانية مهمة بالنسبة له أو بتدهور نوعية هذه العلاقة بسبب التفات الطرف الثاني عنه إلى طرف ثالث.


https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjSc4iV3ZN5rNmfVEe-ZB5vQEFXngVRWRdXuvPsXHbQwZMRoYHesiU317Nkuw5Wp6FS7tjcwe-O_tH6RkYZp0sJTqkdDLxOONP4Lb90j0FQrQld-ibIndiV0Z6r7Jaj5o-xWOy6GKnvVI5x/s800/jealous.jpg

 لماذا الغيرة؟

هناك مدرستان كبيرتان في تفسير الغيرة. الأولى ترى بأن الغيرة هي احساس أصيل في الإنسان، أساسه في جيناته و اختارته الطبيعة في وقت ما نتيجة لقيمته في البقاء و التأكد من انتقال جينات الفرد المعني إلى الأجيال القادمة. المدرسة الأخرى ترى أن الغيرة هي نمط من المشاعر يتعلمه الإنسان من مجتمعه و ليس أصيلاً فيه، و يستدلون على ذلك بعدم تشابه مدى انتشار الغيرة و انماطها في جميع المجتمعات.

هناك دراسات أظهرت أن الأطفال حديثي الولادة من عمر الخمسة شهور قادرين على الإحساس بالغيرة على الوالدين من الأطفال الآخرين. و هي دراسات تدعم المدرسة الأولى و القائلة بأن الغيرة شعور طبيعي في الإنسان.

هل تغار المرأة كما يغار الرجل؟

ليس هناك اختلاف على أن المرأة تحس بهذا الشعور مثلها مثل الرجل و إن كان هناك اختلاف في هل مثيرات الغيرة هي نفسها لدى الإثنين أم مختلفة. فهناك من يرى بأن الاثنين متشابهان و هناك من يعتقد بأن المرأة تغار من أي مشاعر رومانسية من شريكها تجاه أخرى بينما الرجل يغار من ممارسة شريكته للجنس مع طرف ثالث.

هل يحق للمرأة أن تغار؟

لو كنت يا سيدتي مرتبطة برجل ما في علاقة عاطفية فهل تتقبلين أن يرتبط شريكك بامرأة أخرى معك في نفس الوقت؟ هل تقبلين أن يخطب خطيبك امرأة أخرى بغرض الزواج بكلتيكما في نفس الوقت؟ لماذا ترفضين؟ لأن ارتباط رجل بامرأتين في نفس الوقت يعني أنه لا يحب أياً منهما بالقدر الكافي، يعني أنه لا يبادل أيا ًمن المرأتين مشاعرها بصورة متكافئة، يعني أنه غير مخلص لأي منهما بصورة كاملة، يعني أن ارتباطه بهما ناتج من غرض آخر غير المحبة العميقة المقدسة، يعني أن أياً منهما لا تمثل بالنسبة له المرأة الكاملة التي تملأ قلبه و حياته و تشبع مشاعره فيكتفي بها عمن سواها، يعني أنه لا يحترم أياً منهما بالقدر الكافي لكي يهتم بمشاعرها و أحاسيسها و يصونها من كل ما قد يؤذيها. و هل بعد مشاركتها من تحب مع امرأة أخرى أذى أكبر و ألم أشد مرارة؟

لماذا ترفض المرأة هذا الوضع المخل في الحب و يفترض بها أن تقبل به في الزواج؟ أليس الزواج مبنياً في أساسه على الحب و الاحترام الإنساني المتبادل؟ أليس هو الصورة الأكثر تقديساً للعلاقات العاطفية؟ فكيف استطاع المجتمع أن يقنع المرأة بأن تقبل على نفسها في الزواج ما لا تقبله في الحب؟ السبب هو الوضع الجائر و غير المتوازن في الزواج الشرقي الاسلامي و الذي يجعل من المرأة الطرف الأضعف بل و المستضعف أحياناً كثيرة في رابطة الزواج. و لهذا الحديث مقالة أخرى.

يزعم البعض بأن الرجل يختلف عن المرأة في أن بإمكانه أن يحب أكثر من امرأة بينما المرأة لا تستطيع أن تحب إلا رجلاً واحداً و لهؤلاء أقول: المرأة و الرجل إنسانان متشابهان تماماً إلا في بضعة أمور فأين دليلكم العلمي على هذا الاختلاف الذي تزعمون؟ الرجل كما المرأة لا يستطيع أن يحب أكثر من امرأة واحدة حباً حقيقياً قوياً و صادقاً. و المرأة مثلها مثل الرجل يمكنها أن ترغب في أكثر من رجل واحد بدوافع تتراوح بين الانجذاب و الإعجاب و المصالح المادية. و ربما ترغب المرأة في رجلين إذا كانت خارجة للتو من تجربة حب لرجل و في طريقها للوقوع في حب رجل آخر. هذا أمر طبيعي تماماً و لكن على الإنسان أن يتحكم في مشاعره و تصرفاته فيقود دفة قلبه بهدوء لاختيار أحد الشخصين محوراً لمشاعر الحب. هذا إن لم يكن مرتبطاً بأي منهما. أما في حالة الارتباط سواء بعلاقة عاطفية أو بالزواج فإن الحوجة للاختيار تصير حتمية و في هذه الحالة فإن الموازنة لا تكون فقط  بين عاطفته تجاه كل من الشريكين المحتملين بل و كذلك عليه أن يحسب حساب المسئولية الكبيرة التي يحملها تجاه مشاعر الشريك الحالي و تجاه كل الوعود التي قدمها و يفترض به أن يحفظها. فإذن إما الوفاء و الاخلاص للشريك الأول و هذا ما أحبذه شخصياً و خصوصاً لو كان شريكنا يحبنا و لا يؤذينا. و إما مصارحة الشريك الأول ثم الالتفات كلياً للشريك الجديد. و لاحظوا فقط أنه باستمرار اتباع الخيار الثاني في كل مرة فإننا سنظل ننتقل من زواج إلى زواج و من علاقة إلى علاقة دون توقف. في رأيي أنه من كان مرتبطا ًبإنسان يحبه فعليه أن يمنع نفسه بقوة الإرادة من الوقوع في غرام أناس آخرين. و من حسن حظ الإنسان أنه قادر على السيطرة على مشاعره بهذه الطريقة. و عليه ألا ينتظر إلى حين أن يقع فعلاً في حب الشخص الجديد فحينها يكون من الصعب أن يسيطر على مشاعره مرة أخرى.

لماذا تسيطر المرأة على مشاعرها في مثل هذه الأحوال و لا يفعل الرجل ذلك؟ لماذا ندر أن نجد نساءً ينسقن وراء عواطفهن تجاه رجال آخرين في مجتمعاتنا بينما الرجل يفعل ذلك باستمرار؟ لأن المرأة هي الأضعف في قانون الزواج. نعتبرها فاسقة فاجرة عاهرة إذا نظرت مجرد نظرة إلى غير زوجها بين يعلم سي السيد جيداً أنه محلل له أربعة! و له أن ينظر و يفكر و يغرم و يتزوج كما يشاء! و أن يهجر و يطلق و يظلم كما يشاء كذلك.

كفرت بالله رباً إن كانت هذه هي أفضل طريقة استطاع ابتكارها لتنظيم الحياة الزوجية! بئس الطريقة و بئس التنظيم و بئس الإله!


Comments
aymen osman - 6/23/2010 2:11:21 PM
هذا لأنهم يريدون أن يتفوقوا علي المرأة حتي في إدعاء القوة ولا يعجبهم ان يجدوا ان هناك امرأة تستطيع أن تكون بالقوة التي تمكنها من احتمال جرح صديقتها دون بكاء يا سيدتي الغالية ذكرتيني قصة المرأة لتي بينما هي تبكي بكاء اجتماعي طبعا اي انها ملزمة به وليس احساسا حقيقيا بل هي دموعا مسئولة بشكل او بآخر عن أنوثتها في رأي الكثيرين من الذين يتبنون فكرة ان دمع المرأة هي سلاحها الوحيد الذي تنتزع بهِ حقوقها من بين فكي الرجل

aymen osman - 6/23/2010 2:11:27 PM
وبينما هي في ذلك الجو البكائي شعرت بالجوع والطباخةامامها تبحث عن الكمشة (المغرفة) فما كان منها الا انقالت يا حليل ابوكم المات ونسي كمشته تحت السريييييير بشكل درامي اوحت للطباخة بمكان الكمشة دون ان تخرج عن اطار جرحها لكي مني كل الود علي القوة والجرأة والفكرة