مرحباً بكم في الحلقة الثانية من "آيات قرآنية" :)
مواصلة لسرد ملاحظاتي على سورة البقرة، هذه المرة كان توقفي عند هذه الآيات:
الآية 1
· الم
بطبيعة الأمر لم أفهم شيئاً عند قراءتها أو إعادة قراءتها و رغم أنني كنت قررت أن أحاول فهم هذه الآيات باستخدام المعاجم فقط و دون الرجوع لكتب التفسير إلا أنني اضطررت للبحث عن معناها في كتب المفسرين. يسمونها الحروف المقطعة و يعلمون جميعاً أنها تخلو تماماً من المعنى. توجد في بداية الكثير من السور: الم، حم، كهيعص (هذه أجملها طبعاً و أقربها شبهاً بكلمة صلعم) و غيرها. لماذا يا الله؟ أ لم يعد لديك ما تفعله لتفيد به البشرية غير أن تنزل عليهم من أعالي السماء آيات عديمة المعنى؟ تحشو بها كتابك الأعظم؟
قالوا أنها مجرد فواتح للاستفتاح!!! و قالوا أنها اسماء للسور. و قالوا من أسماء الله ذات نفسه بل قالوا الم هو اسمه الأعظم و قيل هي إشارة إلى حروف الهجاء ذكر بعضها و كفته عن البقية و قيل هي محاولة من الله لكي يقول لنا بأنه قد كتب هذا القرآن المعجز من حروف عربية بسيطة (و كأننا كنا نظنه كتبه باللاتينية) و ربما تكون أيضاً محاولة من الله لاخبارنا كم هي عظيمة اللغة العربية و بأهمية أن نبعث أطفالنا إلى المدارس لكي يتعلموا حروف الهجاء.
الحقيقة هذه الحروف تذكرني بأغنية أطفال قديمة هنا في السودان يقولون فيها
ألف باء تاء ثاء أبويا ضربني بالعصا
:)
******
الآيتان 5 و 6
· إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ
· خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
الله يعلنها بكل وضوح و صراحة أنه هو السبب في عدم إيمان الكافرين و أنه قام باغلاق قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و ختمها بالشمع الأحمر لكي لا يدخل الإيمان إليها أبداً. لماذا يا الله؟ لماذا تحرمهم من فرصتهم في الإيمان و في دخول الجنة؟ لماذا تحقد على عباد خلقتهم بيديك و تحرمهم من نعيمك من دون أي سبب؟ الحقيقة أن الله هو من أكثر الصانعين الذين رأيتهم في حياتي سادية و قسوة. فهو يخلق الإنسان خصيصاً لكي يعذبه و يلقي به في جهنم و هو من قبل خلقه يعلم أن هذا الإنسان مصيره إلى النار و لكنه رغم ذلك يخلقه. و من بعد ذلك إذا لم تكن معاصي الإنسان كافية لكي يدخل النار فإن الله يقوم بعمل ختم على قلبه لكي يحرمه من الإيمان و يضمن أنه سيذهب إلى النار التي خلق لها فعلاً. و ربما الله يحقد عليه بسبب بعض المعاصي التي ارتكبها فيستشيط غضباً و بغضاً و يقرر أن يلفق له تهمة كبرى يقذف به بسببها في النار. و الله يقولها بكل وقاحة: أنا السبب في كفرهم و رغم ذلك سأعذبهم عذاباً أليماً. حقاً ما اسم هذا المرض؟؟؟
بالمناسبة ما الذي تقصده يا الله بأن الذين كفروا لن يؤمنوا؟ لقد آمنت منهم أعداد غفيرة. أم أنه مجرد كلام و السلام؟
******
الآيتان 11و 12
· وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ
· أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ
الله هنا يعترف بأن هؤلاء الذين يعتبرهم مفسدين (و يبدو أن مفهوم الفساد عند الله هو الكفر) لا يعرفون أصلاً بأنهم مفسدين و لا يشعرون بذلك بل إنهم يؤمنون بأنهم مصلحون فعلاً. إذن خطأ من هذا؟ هؤلاء الناس لا يعرفون أن الكفر فساد فلماذا يتم عقابهم؟ أليس الخطأ خطأ المعلم الذي يفترض به أن يبين لهم الخطأ من الصواب؟ أليس خطأ الرسالة الناقصة التي لم تصل إليهم مفاهيمها؟ أليس خطأ الرسول الذين لم يتمكن من أن يبين لهم اي الطريقين أجدى بالسير فيه؟ فلماذا يتم عقابهم بالعذاب المؤبد؟ الأحرى أن يعاقب الله نفسه و رسوله على التقصير.
******
الآية 17
· مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ
استوقفتني ركاكة الآية حيث يبدأها الله بالحديث عن الكفار ثم يبدأ في ضرب مثل لهم بشخص استوقد ناراً و فجأة ينسى الله أنه يتكلم على الشخص فنجده يرجع لاستخدام ضمير الجمع فجأة في منتصف الجملة. لو كتب الله هذه في واجب الإنشاء لخصمت منه خمسة درجات. ألم يكن بإمكانه أن يقول فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنوره و تركه في ظلمات لا يبصر؟؟ و الأدهى أن هذا يعكس ما يدور في ذهن الله (استكمالاً لما بدأه في الآية 7 "ختم الله على قلوبهم" و الآية 10 "فزادهم الله مرضاً") فهو يفكر في كيف أن هؤلاء القوم قد قاموا باستيقاد نار (البحث عن الهداية) فما إن بدأوا يهتدون حتى قام الله بتحطيم آمالهم و تبديد جهودهم فأطفأ نارهم و حرمهم من الهداية و تركهم في ظلمات لا يبصرون. أجل الحقد الإلهي مرة أخرى.
******
الآيتان 22 و 29
· الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ
· هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
في كلتا الآيتين استوقفتني فكرة الله الغريبة عن السماء. أولاً لا يبدو إطلاقاً أن الله يعرف أنه لا يوجد شيء اسمه سماء و أن اللون الأزرق الذي نراه كأنه سقف من فوقنا أو كأنه بناء هو ليس سوى خدعة بصرية سببها انكسارات الضوء في الغلاف الجوي. لا يوجد بناء من فوقنا ولا يحزنون. بل إن الكرة الارضية أشبه ما تكون بذرة رمل محاطة بفراغ هائل تسبح فيه ذرات رمل أخرى هناك و هناك بعضها جامد و بعضها ملتهب و بعضها يدور حول البعض الآخر. و من بعد كل هذا يتحدث الله عن سبع سماوات. ألا يفترض أن تكون هناك سماء أولى لكي يكون هناك ست سموات غيرها؟! الغريب أن أحداً ما لم يعثر على أثر لأي تكوين يصلح أن يكون هو السماوات السبع الإلهية. لماذا بدلاً عن أن يتحدث الله عن الكون الذي نراه و نعرفه، عن المجموعة الشمسية، عن الكواكب و عن النجوم، عن المجرات و الثقوب السوداء نجده يتحدث عن تكوينات خرافية لا وجود لها إلا في أساطير القدماء؟ هل يتوقع الله حقاً أن يتمكن من إقناع و هداية الناس بكتاب كهذا؟
******
الآيات 30-33
· وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
· وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
· قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
· قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ
مبدئياً لا أدري ما السبب الذي دفع بالله إلى اطلاع الملائكة على هذا الخبر العظيم مسبقاً. هل كان يرغب في استشارتهم و الأخذ برأيهم و هو العليم؟ أم كان يرغب في رؤية ملامح الدهشة على وجوههم؟ أم كان يرغب في الاستمتاع بإفحامهم و إحراجهم لاحقاً؟ و يبدو أن الله قد أخبر الملائكة بأن هذا الخليفة الذي سيخلقه سيكون مفسداً و سفاكاً للدماء، مما أدهش الملائكة- تماماً كما أدهشني- أن يكون الله عالماً تماماً بكمية الشر و الآلام و المعاناة التي ستحدث للبشر و بسبب البشر و رغم ذلك يصر على خلقهم!! ما الذي أحوج الله لخلق الإنسان و عنده الملائكة يسبحون بحمده و يقدسون له ليل نهار؟ بالمناسبة ما الذي يستفيده الله من كل هذا التسبيح و التقديس المستمر لبليارات السنين؟
ثم قال لهم الله بغرور أنه يعلم ما لا يعلمون. فيا ترى ما هو هذا الشيء المفحم الذي سيكشف الله عنه في رده على الملائكة؟
حقيقة ما حدث بعدها هو خدعة دنيئة و ساذجة في نفس الوقت. خلق الله آدم ثم قام بتعليمه أسماء جميع الأشياء. ثم طلب من الملائكة أن يخبروه بهذه الأسماء!!! و كيف كان الله يتوقع من الملائكة أن تعرف الأسماء التي اطلقها بينه و بين نفسه على الأشياء؟ هل يفترض بالملائكة أن تقرأ أفكاره؟ حسناً و لكن آدم لم يفعل ذلك. بل الخدعة الدنيئة هي أن الله قام بتعليم هذه الأسماء لآدم تعليماً قبل أن يطلب منه أن يرددها و لم يعلمها للملائكة. إذن الله حابى آدم و تحيز له و علمه الأسماء مسبقاً قبل أن تبدأ مسابقته مع الملائكة لكي يأتي آدم و "يتفشخر" بهذه الأسماء و كأنه هو الذي عرفها بنفسه. و "يتفشخر" الله معه بأنه يعلم غيب السماوات و الأرض. رغم أن رد الملائكة كان منطقياً جداً. قالوا له نحن لا نعلم إلا ما علمتنا إياه (فلماذا علم الله آدم و لم يعلمهم رغم أن لكليهما قابلية التعلم؟)
أما السذاجة فتكمن في أن كل هذه المسرحية لم تجب على تساؤل الملائكة. لماذا يخلق الله كل هذا الكم من الفساد و المعاناة على الأرض؟ هل معرفة آدم بالأسماء كلها هي مبرر لاستمرار المعاناة البشرية على كوكب الأرض لآلاف السنين ثم تواصلها في جهنم بعد ذلك؟ ما علاقة تعلم الأسماء بكمية القسوة و السادية التي تكمن في فعل الخلق ثم التعذيب؟
******
الآيات 35 و 36
· قُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
· فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
أتمنى كذلك أن أعرف مغزى مسرحية الشجرة الهزلية هذه التي دبرها الله لكي ينزل آدم و زوجه إلى الأرض. لماذا لم يخلقهم من البداية في الأرض بما أنه قال أنه سيخلق في الأرض خليفة؟ لماذا يسكنه هو و زوجه الجنة في البداية لكي يطرده في النهاية و يقول له اهبط انت و اعداؤك و استقروا في الأرض؟ هل كان من اللازم أن يخلق له مشاكل و معاصي و عداوات قبل أن ينزله إلى الأرض؟
ثم فلنفكر في السبب الذي حدا بآدم لعصيان إلهه و إطاعة الشيطان. هل يمكن أن يكون السبب هو أن الله كالعادة أعطى أوامره بكل عنجهية و جبروت و من دون أن يتنازل و يشرح لآدم لماذا يفترض به ألا يأكل من الشجرة؟ الشيطان بالمقابل كما يروى أعطى آدم مبرراً كفيلاً بأن يدفعه للأكل من الشجرة. أخبره بأن هذه هي شجرة الخلد و ملك لا يفنى. إنه بهذا قد عمل على مغازلة غرائز طبيعية المفترض أن الله خلقها في الإنسان و هي غريزة البقاء و حب السلطة. آدم لم يكن شريراً و لكن آدم ببساطة تمت برمجته هكذا على أن يكون محباً للخلود و للملك. فهل هذا خطأ آدم أم خطأ المبرمج؟ و يستمر مسلسل ظلم الله للبشر عبر القرون فهو يزودهم جميعاً بمجموعة من الغرائز و الرغبات القوية جداً ثم يحاسبهم إن استسلموا و مالوا لها. إن لم تكن يا الله تريد البشر أن ينصاعوا لرغباتهم فلماذا خلقت فيهم هذه الرغبات؟ لماذا لم تخلقهم ملائكة؟ و قد يقول قائل بأنه كان على آدم ألا يصدق كلام الشيطان و ألا يعصي ربه مهما حدث و لكن مهلاً لماذا يتوجب على آدم الإنصياع للأوامر الإلهية إن كانت غير منطقية؟ الله لم يعط آدم سبباً مقنعاً يمنعه من الأكل من الشجرة و من الواضح أنه لم يكن هناك سبب مقنع أساساً لأن آدم أكل من الشجرة و لم يتضرر بشيء منها. فلماذا يصر الله على ابتلاء البشر بإعطائهم أوامر غير منطقية ليختبر مقدرتهم على الطاعة العمياء من دون منطق و من دون تفكير؟ هل هكذا يكرم الإنسان؟ و ما هدف الله أصلاً من هكذا اختبار؟ إن ما قد يمنع الإنسان من إطاعة أوامرك غير المبررة هذه يا الله لهو عقل الإنسان الذي يفترض أنك منحته له فهل تعاقبه الآن على عقل أنت خلقته فيه؟
مرة أخرى الله يدبر خطة وضيعة لكي يحرم آدم من رغد الجنة و ينزله إلى الأرض و عداواتها و تعبها. و كان يمكن أن يخلق آدم على الأرض من البداية و لكن يبدو أنه كان حريصاً على أن يجعل آدم يتحسر طول عمره على الجنة التي طرد منها بسبب خطأ بسيط. كم أنت رؤوف رحيم يا الله!
******
الآية 47
· يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
الله هنا يعترف بالتهمة التي التصقت به دائماً و هي تهمة العنصرية البغيضة و تفضيل الأجناس و الأنواع و الأفراد على بعضهم البعض من دون مبرر. و الغريب أنه يعترف بها بدون أي حياء أو خجل. ما الذي وجدته يا الله في بني إسرائيل الذين امضيت نصف سورة البقرة تحكي عن فظائعهم لكي تفضلهم على العالمين و تختصهم ببعث المئات من الرسل و توفير كل فرص الهداية الممكنة لهم دوناً عن العالمين؟ أين نصيب سكان شرق آسيا و سكان أوروبا و افريقيا و استراليا و الاميركتين من الرسل و الهداية و التفضيل؟ لماذا لم تكلف خاطرك أن تلتفت لهم أو أن تذكرهم بكلمة في قرآنك؟ لماذا أمضيت القرون متجاهلاً لهم و مفضلاً بني إسرائيل عليهم جميعاً؟ أهي محاباة لجدهم إبراهيم رغم كل ما فعلوه بك و بأنبيائك؟ قضى الله نصف سورة البقرة في محاولات لاستعطاف و "تحنيس" بني إسرائيل لكي يؤمنوا بصلعم. أموت و أعرف سر التفضيل و الغرام بين الله و بين إسرائيل.
******
الآية 54
· وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
وحشية الله و همجيته لا مثيل لها. لا أستطيع أن أتخيل كيف أن عبادة بني إسرائيل للعجل جعلت الله يخرج عن طوره غضباً لدرجة أن يأمرهم بأن يقتلوا بعضهم البعض تكفيراً عن ذنبهم. هل الله عاطفي و غير عقلاني لهذه الدرجة؟ أم أن الأرواح عنده رخيصة جداً و القتل بالنسبة له مثل شرب الماء؟ و هل استطيع أن ألوم عباده من الإرهابيين التفجيريين لو استسهلوا قتل غير المؤمنين و كل من يخالفونهم اقتداءً به و بوحشيته؟
في التفاسير القصة أكثر مرارة و إيلاماً و قال البعض أن عدد القتلى بلغ سبعين ألفاً في ذلك اليوم!! و أن الله خف غضبه و تاب عليهم قبل أن يكملوا قتل بعضهم البعض!! و أنه تعويضاً لهم عما بدر منه من تسرع مرير النتائج قرر أن يكون جميع القتلى شهداء في الجنة و أن يتوب على القتلة و يعفو عنهم!! هل هذا إله أم مريض نفسي؟؟
******
الآية 55
· وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ
تبين الآية أكثر مدى عنجهية و غطرسة الله. كان ذنب هؤلاء القوم من بني إسرائيل الوحيد هو أنهم طلبوا رؤية الله جهرة لكي يؤمنوا به فاشتد غضب الله من هذه "الإهانة" البالغة و ما كان منه إلا أن أنزل عليهم صاعقة من السماء أحرقتهم جميعاً في لمحة عين. لماذا يا الله؟ ما هو الذنب الذي اقترفوه؟ هل الرغبة في رؤية حضرتك جريمة تستحق الإعدام؟ أليس من حقنا أن نطالب برؤية الشيء قبل أن نسلم بوجوده؟ و أنت لا تُرى و لا تُسمع و لا تُشم و لا تُذاق و لا تُلمس و لا يمكن استنتاجك فكيف لنا أن نؤمن بك؟ ثم أن الله صعقهم من دون أن يكلف خاطره أن يشرح لهم الأسباب التي تدعوه للتخفي و تجعله غير قادر على أن يسمح لهم برؤيته (أنه فشل في أن يصمم لهم أعين قادرة على رؤيته أو آذان قادرة على أن تسمعه. إذن كيف كنت تحادث آدم عندما كان في الجنة يا الله؟ و لماذا هو بالذات؟ و لماذا لا تشجينا بسماع صوتك الطروب؟ بل و أعتقد أن آدم كان يستطيع أن يراك أيضاً. ما الذي حدث؟ هل تدهورت مقدرتك على إظهار نفسك للآخرين؟)
الحقيقة أن تصرف الله كان غير مسئول على الإطلاق و لا ينطوي على ذرة من التهذيب و التواضع. سبحان المتكبر!!
و بعد كل هذا يصر المؤمنون على أن ربهم فتح لهم الباب على مصراعيه للتفكير و التأمل في ذات و كينونة الله و لم يصر على وضع أقفال على أذهانهم لمنع التفكير. كيف أجرؤ على التفكير فيه و محاولة تخيله و تحليل أبعاده و أصله و فصله بينما من طالبوا برؤيته تم صعقهم في التو و الحال؟
******
الآية 56
· ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
الله هو الذي قتلهم و يريد منهم أن يشكروه عندما عاد فأحياهم رغم أنه كان السبب في موتهم في الأساس. إنه مثل أن يطعنني احدهم بسكين ثم عندما يضمد لي جرحي يطالبني بأن أشكره. على ماذا؟
على ماذا يشكرونك يا الله؟ على صعقك لهم بالصاعقة من دون ذنب اقترفوه؟ هل هم طلبوا منك أن تقتلهم في البدء لكي يشكروك عندما تحييهم؟
تعليقات سابقة من الزوار على المقالة
Bronia Gaston · Luxembourg
عزيزي وائل الشامي.. هل كتاب الله هذا هو منزل لجميع الناس؟ أم لفئة محددة من البشر هم الناطقون باللغة العربية و في داخل هذه الفئة بالتحديد، منزل لعلماء اللغة الأفذاذ؟ أم لكن من واجب الله أن ينزل كتاب واضح الآيات من دون لبس و لا غموض حتى لا يختلف في تفسيرها المفسرون؟؟
على كل أحب أن أطمئنك بأنني رجعت في تفسير الآيات إلى العديد من كتب التفسير و قرأت محاولات عديدة للتأويل و إيجاد مخارج عن طريق التلاعب بالنحو و الصرف و علم المعاني إلخ
المشكلة أن كتاب الله هذا مساوئه أكثر من محاسنه و كل آية فيه تحتوي على مصيبة أو أكثر. يصعب مداراة سوأة مثل هذا الكتاب للأسف
Bronia Gaston · Luxembourg
جايز جداً ان مفتاح الحياة عند الفراعنة هو أول مرة يظهر فيها الرمز في تاريخ البشرية
Bronia Gaston · Luxembourg
شكراً أيها الأصدقاء
:)
شكراً عزيزي سهيل على التوضيح
و أزيدك عزيزي صلاح هذا الرمز هو رمز الأنثى
http://en.wikipedia.org/wiki/Gender_symbol
و هو رمز فينوس قديماً و يقال أنه مأخوذ من المرآة اليدوية (رمز جمال الأنثى) أما اليد في داخل الشعار فهي إشارة للدعم و التعضيد
صلاح يوسف
ممتاز يا برونيا
مجهود عظيم
ولكني تخيلت أن شعار المدونة على اليمين يوحي بالصليب رغم يقيني أنك لا تقصدين ذلك. ربما أنا مخطيء.
Mennatallah Elhakeem · ليسانس لغة عربية
نحن لا نملك الا أن نقول " وأعرض عن الجاهلين " هذه مثل هذه العقول لا يجب الرد عليها.
Wael EL-Shamy · مهندس في الإعلام و الإتصال at تجارب الحياة هى جامعتي التي تخرجت منها
بعيدا عن الإسلام و بعيدا عن المسيحية و الثوراه .......... لا أظن انكم تؤمنون بالله و برحمته.
هذا يدل على عجزكم في فهم معنى عبارة '' سنة الله في خلقه ''
وكذا دلالة على عجزكم ،ليس في التفسير ، بل في أبسط ظرف و هو الفهم
فمن أراد معرفة الله و قدرته و الاسرار في خلق الحياة و لماذا جاءت آياته في الكتاب بهذا الأسلوب، فعليه بتعلم و فهم اللغة العربية و قواعدها من صرف ، نحو ، بلاغة..،.. هذا اولا، ثم يجرب ان يشق على كتاب الله ليعرف معنى كلماته و المغزى منها
معلش إن سأل و إن كان سؤاله مثلا هل الله موجود اين هو هل كلمات الكتاب هي كلام الله
فليعلم انه اذا تعلم اللغة العربية سيجد ظالته و يجدها في الكتاب و ليس بعيدا في مكان آخر
و ليعلم الجميع ان لكل سؤال كيف ما كان له جوابه في الكتاب
آه للتذكير : إذا كان السؤال منحط و دون مستوى هدا يدل على صاحبه
و العكس إذا كان السؤال ذو مستوى عال هذا يدل على صاحبه أيضا
Wael EL-Shamy · مهندس في الإعلام و الإتصال at تجارب الحياة هى جامعتي التي تخرجت منها
و على صاحب الفهم يجب عليه أولا ان يعرف الزمن الذي هو فيه لقرءة ولمس الكتاب قبل ان يضع مفاهيمه التي تدل على مستواه في هذه المدونة أو بموقع آخر .
Ali Al-Nasiry · Friends with بسام البغدادي
شايزه....هذا القرآن اللعين المليء بالاخطاء مازال يحرق الناس في الحياة الدنيا وسيحرقهم في الاخرة ان وجدت!
Facebook UserOct 11, 2010
ممتاز يا برونيا
مجهود عظيم
ولكني تخيلت أن شعار المدونة على اليمين يوحي بالصليب رغم يقيني أنك لا تقصدين ذلك. ربما أنا مخطيء.
مجهود عظيم
ولكني تخيلت أن شعار المدونة على اليمين يوحي بالصليب رغم يقيني أنك لا تقصدين ذلك. ربما أنا مخطيء.