أقوم بإجراء الكثير من النقاشات على صفحتي على الفيسبوك حول المواضيع المنشورة هنا. أرجو الانضمام

Monday, March 8, 2010

كوني كزهرة النرجس


كل عام و أنتم بخير بمناسبة يوم المرأة العالمي ^_^

يحكى أنه ذات يوم من الأيام في الماضي السحيق كانت هناك امرأة بارعة الحسن و الجمال شديدة الاعجاب و الاعتداد بنفسها، تقدم لها الكثير من الخطاب و لكنها رفضتهم جميعاً. و ذات يوم جلست هذه الحسناء عند حافة بركة و رأت انعكاس صورتها على صفحة الماء الرقراق فوقعت للحال في حب نفسها و أصبحت لا تستطيع التوقف عن النظر إلى وجهها و الإعجاب به طوال الوقت و مرت عليها الأيام الطويلة و هي على تلك الحال حتى حولتها الآلهة زهرة جميلة هي زهرة النرجس و من يومها و زهرة النرجس ترى أغلب ما ترى على سواحل البحيرات و الأنهار جميلة باهرة تنظر إلى انعكاس صورتها في المياه بهيام و وله **

و صارت زهرة النرجس مضرب مثل في الغرور و سوء عاقبته. و لكنني اليوم أبحث عن عظة جديدة في هذه القصة القديمة. فهل يا ترى عاقبت الآلهة زهرة النرجس لأنها كانت مغرورة حقاً؟ أم أنها مثلها مثل كل الآلهة الذكورية على مر العصور ساءها أن رأت تلك المرأة معجبة بنفسها و مكتفية بذاتها؟ 

https://lh5.googleusercontent.com/_RP007FAI71g/Ta3r7IpPOLI/AAAAAAAAAGg/4AEnPW2z42g/s800/dec_narcissus.jpg

تأملت في حال المرأة في الشرق الأوسط و هل يمكن أن يحدث لها ما حدث لزهرة النرجس. هل يمكن أيتها القارئة أن تقعي في حب نفسك و تغرمي بذاتك؟ عندما يكون الإنسان محبوباً فإن ذلك يزرع فيه الكثير من الثقة بالنفس و يملؤه بالسعادة فهل تقدم المرأة الشرقية لنفسها ما يكفي من الحب؟! لا أظن. و يحزنني كثيراً أن أرى الكثير من النساء من حولي لا يتقبلن أنفسهن و أنوثتهن بصورة كافية و يجدن صعوبة في التأقلم مع ذواتهن و مع واقع كونهن نساء. العديدات حزينات لأنهن ولدن نساء و يتمنين لو كن ذكوراً لأنهن لا يجدن في أنفسهن المميزات الكافية لجعلهن فخورات. ذات مرة و أثناء حوار مع بعض الصديقات سردن علي قائمة طويلة من المساوئ التي يعانين منها لكونهن نساء. و لدهشتي لم تحتو القائمة على أشياء متوقعة مثل نظرة المجتمع الدونية للمرأة أو القيود التي يضعها على حريتها بل كانت القائمة تشتمل على أشياء من نوع:

· المرأة مخلوق ضعيف و ليست لدي المقدرة للقيام بالكثير من الأشياء التي كنت سأحب القيام بها لو كنت فتى
· المرأة بطبعها حقودة و تكره بنات جنسها و لذا لا يمكن أن تكون لدي علاقات اجتماعية جميلة أبداً
· المرأة عاطفية و لذا لا أستطيع اتخاذ القرارات الصحيحة لنفسي
· أكره جسدي الأنثوي و لكم أخجل منه و من هذه الانحناءات الكريهة (تقولها بقرف واضح من الذات)
· ليست لدى المرأة الكفاءة لتولي مناصب قيادية و شخصيتها تبعية بالطبيعة و كنت أتمنى لو كانت لي المقدرة لعكس هذه الأدوار

احزنني و أغضبني في نفس الوقت أن أستمع إلى هؤلاء النساء و إلى الصورة الخاطئة تماماً التي ينظرن بها إلى أنفسهن. مثل هؤلاء النساء لن يتمكن أبداً من أن يحببن أنفسهن و لا حقيقة كونهن نساء. و هذا سيؤثر سلباً على نوعية الحياة التي يعشنها و يحرمهن من الكثير من السعادة التي يستحققنها و يقلل كثيراً من فرصهن في النجاح و الانجاز. يجب على الإنسان أن يتصالح مع نفسه أولاً لكي يتمكن من التصالح مع الحياة و مع العالم من حوله. و يجب على الإنسان أن يعرف نفسه جيداً لكي يتمكن من التصالح معها. و يجب عليه أن يعرفها على حقيقتها و بالصورة الصحيحة. ذعرت لكمية الأوهام المغرضة التي تؤمن بها النساء الشرقيات عن أنفسهن. أؤمن بأنهن يستحققن أن يعرفن الحقيقة عن أنفسهن، أن تتاح لهن الآليات اللازمة لاكتشافها.

سيدتي هل يمكن أن يحدث معك ما حدث مع زهرة النرجس؟ هل تحبين نفسك بما يكفي؟ لا يلزم أن تظلي أمام المرأة ليل نهار مثل زهرة النرجس و لكن أحبي نفسك بما يكفي لأن تبتسمي لنفسك في المرآة كل صباح. هل تسعدين لرؤية وجهك في المرآة؟ هل تحبين ذاتك و تقابلينها بابتسامة مفعمة بالمحبة و القبول؟ 

سيدتي جبل الإنسان على ألا يفضل أحداً على نفسه فإن لم تحبي أنت نفسك فمن ذا الذي سيحبك أكثر مما تحبك نفسك؟ اسألي نفسك هذا السؤال: على تدرج من الواحد إلى العشرة، عند أي درجة تقيمين حبك لنفسك؟ تأملي للإجابة و قولي لي: هل هناك ما نحتاج أن نعمل عليه لنجعل منك زهرة نرجس جميلة و فخورة؟

** مع الكثيرمن التصرف في القصة الأصلية